تمثل إحدى أهم مسؤوليات القيادة في الحوكمة الرقمية في تحديد الرؤية والأهداف الواضحة لاستخدام التكنولوجيا والبيانات. يجب على القادة أن يوضحوا كيف تساهم التكنولوجيا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وأن يضعوا مؤشرات أداء رئيسية قابلة للقياس لتقييم فعالية مبادرات الحوكمة الرقمية. بدون هذه الرؤية الواضحة، قد تصبح جهود الحوكمة الرقمية مجرد مبادرات تقنية غير مترابطة.

علاوة على ذلك، تلعب القيادة دورًا حاسمًا في تعزيز ثقافة رقمية تدعم مبادئ الحوكمة. يجب على القادة أن يكونوا قدوة في تبني الأدوات والعمليات الرقمية وأن يشجعوا الموظفين على تطوير مهاراتهم الرقمية وتبني عقلية تركز على البيانات والأمن السيبراني. كما يجب عليهم تعزيز بيئة من الشفافية والمساءلة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا والبيانات.

لا يقتصر دور القيادة على التوجيه والإلهام، بل يمتد ليشمل توفير الموارد اللازمة لتطبيق الحوكمة الرقمية بفعالية. يشمل ذلك تخصيص الميزانيات الكافية للاستثمار في البنية التحتية التقنية والأدوات الأمنية والتدريب المتخصص. كما يتطلب بناء فرق عمل مؤهلة وتمكينها من تنفيذ سياسات وإجراءات الحوكمة الرقمية.

بالإضافة إلى ذلك، تقع على عاتق القيادة مسؤولية التواصل الفعال حول أهمية الحوكمة الرقمية مع جميع أصحاب المصلحة داخل وخارج المؤسسة. يجب على القادة أن يشرحوا بوضوح كيف تساهم الحوكمة الرقمية في تحقيق أهداف المؤسسة وحماية مصالح جميع الأطراف المعنية. هذا التواصل يساعد في بناء الثقة وتجنب مقاومة التغيير.

في الختام، يمكن القول إن القيادة الرقمية والحوكمة وجهان لعملة واحدة في رحلة التحول الرقمي الناجحة.

فالقيادة الرشيدة هي المحرك الأساسي لتبني ممارسات حوكمة رقمية فعالة تضمن استخدام التكنولوجيا والبيانات بشكل مسؤول وأخلاقي لتحقيق أهداف المؤسسة وتعزيز مكانتها التنافسية في العصر الرقمي. إن الاستثمار في تطوير القيادات الرقمية هو استثمار في مستقبل المؤسسة ونجاحها المستدام.